من منــا لم يعتقد أمراً بالأمس فقام بتعديله بعد حين , لايتعلق الأمر بفقه العبادات بقدر مايتعلق بفقه المعاملات , هنالك أُمور تتعلق بتغيير المنهج والنهج والمعاملة والسياسة وفن التعامل الخ..
آلا تلحظون أن كثير من المفاهيم بدأت تتغير , وأن بعض الأمة نفضت بعضاً من واقعها ,من كان يظن أن قناة بحجم الجزيرة أجلت بعض الغبار المتراكم على أعيننا سنوات طوال ونحن نحتسي الذل ,ونرى أن الغرب وأمريكــا خصيصاً دولة لايمكن قهر بعض جنودها فهم أبطــال , ويتمتعون بالدهاء والتضحية , والحقيقة أن كل ذلك خدع هوليود , وإلافالقوة الأمريكية لم تستطع لملمة هزيمتها في العراق وأفغانستان !
حتى مايتعلق في قضايا تناول مسائل الإسلام وفقه تعامله مع المخالف , لقد نشأ شباب يعود للمساجد , ولم نعد نرى تلكم المجاهرات التي نراها في الإفطار برمضان , وتكتظ الجوامع في شهر رمضان بروادها ,ولعل قضية سب النبي عليه الصلاة والسلام جعلت الناس على حد سواء يظهرون غيظهم على مافعلته الصحف الدنماركية في رسولهم الكريم .
وحتى في قضية المرجعية لم تعد الفتوى مرتكزة على هيئة واحدة , بل لاتخلو مدينة من طالب علم بل هنالك أُمور صارت معرفتها سهلة جداً سيما مع التوسع في الفضائيات , والأنترنت.
نستخلص مما فات مايلي :
لن يخرج الأمريكان من بلاد العرب إلا بمنطق القوة ,وإلا فأفعالهم إستعمار بطريقة عصرية حديثة ..
منطق القوة ليس بعاطفة تدمع أعيننا بسماع المطربة جوليا بطرس "وين الملايين "؟ بل بالعودة لنهج الإسلام , كما أن العراق لن تتحرر بالأوبريت للمغنين العرب , ولن يخرجه سوى دحرجة جماجم عن رؤسها , وخدعة الحرية الأمريكية في غزوها العراق أثبتتها سجون أبو غريب , وإختفاء الخبراء المهندسين المطورين للأسلحة في العراق منذ دخول أمريكا للعراق .
قالت العرب قديماً :
"أشتدي أزمــة تنفرجي"
كلما زادت المحن لمع بارق الفرج , وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا , ولن يغلب عسرٌ يسرين كما قال :إبن عباس رضي الله عنه.
ولقد بشر رسول الله في شدة محنته وقد ناله هو وأتباعه سائر الأذى في مكة بأن الراكب سيسير من صنعاء إلى حضرموت لايخشى إلا الله والذئب على غنمــه , وقد تحقق ذلك .
وبشر بهلاك كسرى وهو في المدينة عليه الصلاة والسلام فهلك كسرى ولم يقم لهم قائمة ..
وبشر بفتح معقل الروم "قسطينية" ودخلت في الإسلام حتى غدت فيما بعد أستنبول علمٌ اليوم لشموخ عز في وجه اليهود.