عندما يكون الحب غير قادر على إنتاج نفسه باستمرار يكون قد دخل مرحلة الموت السريري ويتحول الآباء والأمهات في هذه الحالة إلى مجرد كائنات روتينية تؤدي الأعمال نفسها كل يوم، فتبدو الحياة عبارة عن يوم واحد طويل وممل لا يتغير.
إن فقدان الحب المتوقد بين رجل وامرأة كونا أسرة يعني انتشار البرد النفسي في أركان المنزل، فالحب الذي يتحول كله إلى واجبات أسرية على أهميتها يكون قد فقد ركناً أساسياً من وجوده ويؤدي إلى خلق حالات من التنافر والاستياء بين أفراد الأسرة ولاسيما الأب والأم.
لاشك أن تأمين حياة كريمة من أهم واجبات الأبوين ولكن هل هذا يعني بالضرورة انكار الذات العاطفية وتراجع حالة الحب التي على أساسها قامت الأسرة؟
لا أريد أن أكون بموقع المنظّر لسبب بسيط جداً هو أن الحب كمفهوم لم يستطع أحد حتى الآن أن يجد معادلاً كلامياً يشرحه ويوصفه ويؤطره بنظرية.
إن ما أود قوله فقط هو وجهة نظر تتلخص بأن الأسرة التي تتحول إلى آلة أو أداة روتينية لاعمل لها سوى تسيير أمور أبنائها حتى يبلغوا سن الرشد دون المحافظة على دفء وحميمية العلاقة العاطفية.من المؤكد أنها ستتعرض لأزمات كثيرة عبر مسيرتها الطويلة وإذا تسنى لها أن تصل إلى هدفها قد يكون انتاجها من الأبناء يعاني من خلل عاطفي وسوء فهم لحقيقة العلاقة التي تربط رجلاً بامرأة.