للأجواء
الرمضانية في كل مكان طابعها المميز وخاصة في قلعة المضيق ( آفاميا) حيث تبدأ
بالسحور فيقوم المسحر الذي يجول الحارات بإيقاظ الناس بصوت الطبل فلكل
حارة مسحِّر خاص بها . حينها تستيقظ الأمهات لتحضير وجبة السحور وتتضمن
الزيتون والجبنة واللبن والزبدة والحلاوة التي تشتهر ويكثر بيعها في هذا
الشهر المبارك حيث لا يخلو منزل منها وبعد تجهيز السحور توقظ الأم أفراد
العائلة ليجتمعوا على المائدة ضمن أجواء روحانية جميلة وبعدها يخلد البعض
للنوم والبعض الآخر يذهب لإقامة الصلاة وأداء الطاعات من قراءة للقرآن
وترتيل وتسبيح .
ثم
تبدأ أجواء الصيام حيث الازدحام في الأسواق وخاصة في السوق الواقعة على
(مفرق التوينة) حيث يعد نقطة تجمع وتسوق لمعظم سكان آفاميا والوافدين
إليها من القرى المجاورة وقبل موعد الإفطار ببضع ساعات تقوم النساء بطهي
مختلف أنواع الطعام فتنتشر الروائح الطيبة والشهية في أرجاء المدينة حيث
تشتهر آفاميا في رمضان بمأكولات عديدة مثل السمك بأنواعه والمحاشي والكبب
والفتة ومن المشروبات شراب السوس المنعش فهو لا ينقطع في رمضان .وبذلك
تتلون موائد رمضان في كل منزل من منازل مدينة آفاميا بأصناف متعددة من
المأكولات لتبادل الجيران أطباق الطعام حيث تزدحم الحارات قبل موعد
الإفطار بالأطفال اللذين يذهبوا بالأطباق إلى جيرانهم وهذا إن دل على شيء
فهو يدل على التراحم والتلاحم بين سكان مدينة آفاميا.وضمن أجواء رمضانية
مميزة تجتمع أفراد الأسرة على المائدة لانتظار الأذان حيث تكون الأم قد
جهزت التمر والماء لبدء الإفطار عند سماع الله أكبر ومن ثم يبدأ الجميع
بتناول الطعام .
وبعد
الانتهاء من الطعام بقليل يكون قد قرب وقت صلاة العشاء والتراويح فيستعد
الرجال والشبان وبعض الأطفال والنساء للذهاب إلى المسجد . وبعد أداء
الصلاة تحلو الليالي الرمضانية في آفاميا بتبادل الزيارات والسهرات الرمضانية البهيجة بين الأقارب والأصدقاء إلى ساعات متأخرة من الليل .