لاشك أن الإعجاز الطبي للقرآن لا يقل أهمية عن الإعجاز البياني.. فالأول إعجاز علمي والثاني إعجاز طبي نظري سمعي حسي.
ولئن أعجز القرآن الكريم العرب في جاهليتهم بلاغة وبياناً، أعجز العلماء في العصر الحديث تجربة وتطبيقاً في عصر يبني الإقناع فيه على الملاحظة والمشاهدة والنتيجة والتطبيق.
ويظهر الإعجاز الطبي جلياً فيما احتواه القرآن الكريم من حكم طبية بلغت شأواً بعيداً من العظمة، وأثبتها الطب بعد قرون عديدة... نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآيات الكريمة.
«كلوا واشربوا ولا تسرفوا» سورة الأعراف -31-
«حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير» سورة المائدة -3-
«والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» سورة البقرة -233-
ومن الإعجاز الطبي للقرآن الكريم قوله تعالى:
«ويسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما» سورة البقرة -219-
وهنا نود إلقاء الضوء على حكمة تحريم الخمر، ومضارها على صحة الجسم والعقل.
فالخمر تفقد المرء صوابه، فيتحرر عقله الباطن، وتتحرك النفس اللجوج من صومعتها فتتعدى أطوارها، فيفقد الوعي بما حوله ومن حوله دون أن يدري شيئاً، أو يعرف ما يفعل، غير مبال أو مكترث بالعواقب، فيأثم ويبغي ويهبط من مرتبة الآدميات إلى درجة الغي والخسران، وهو ميت حي بل حي ميت.
ونلخص فيما يلي في إيجاز وتركيز أضرار الخمور والمواد الكحولية:
- تأثيرها على الجهاز العصبي، حيث تؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية، وضعف الذاكرة، والشلل أحياناً.
- تسبب قرحة المعدة والأثنى عشر والتهابات الجهاز الهضمي، وتليف الكبد.
- التأثير السلبي على مقاومة الجسم ومناعته.
- الضعف الجنسي.
- تؤدي إلى الادمان حيث يصبح الإنسان أسير العادات السيئة.
- عدم الاستجابة للتخدير العام.