منتدى قلعة المضيق
أهلا وسهلا زائرنا الكريم
نتشرف بإنضمامك إلينا
منتدى قلعة المضيق
أهلا وسهلا زائرنا الكريم
نتشرف بإنضمامك إلينا
منتدى قلعة المضيق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زاد الخير
مراقب عام
مراقب عام
زاد الخير


الجنس : ذكر
المساهمات : 219
الميلاد : 28/07/1969
التسجيل : 14/08/2010
العمر : 54
العمل : عمل إنساني
المزاج : حال الطقس

برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة  Empty
مُساهمةموضوع: برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة    برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 6:20 am

مركز إشعاع منذ القرون الوسطى
من ركام الحرب نهضت برلين وأطلّت على الحياة بتاريخ معاصر وروح جديدة، امتداداً لحضارة الماضي الممزوجة بنكهة مستقبليّة. لا شيء كان يميّز المدينة فـي تلك الأعوام العسيرة سوى خرائب وجسور مهدّمة، وأرامل يبحثن فـي حطام منازلهن عن بقايا الأيام الماضية.
عبر سبعة قرون ونصف من زمنها السحيق شهدت برلين فترات تاريخية توشّجت بأواصر وثيقة مع التاريخ الألماني والأوروبي، غير أنها سرعان ما تتغيّر يوماً بعد آخر، وساعة بعد ساعة، حيث كانت على مدى مئات الأعوام مسرحاً لنزاعات حادّة بين قوى سياسية متناقضة، وصلت ذروتها مع اندلاع الحرب فـي العام ١٩٣٩ حتى اندحار الفاشية فـي العام ١٩٤٥.
نهر «الشبريه» الذي يشطرها قسمين هو الوحيد الذي لم يتغيّر، وهو الشاهد السرمدي على الأحداث التي مرّت بها، ومن ثمّ توالت على بقيّة عواصم العالم. وما زال النهر فـي مساره الطبيعي ولم يكترث لما حدث. إنه فـي تجدّد تلقائي متواصل بعيداً عن الحروب ووقع أقدام الجيوش الفاتحة.
وبرلين لم تكن تحمل هذا الاسم، بل عرفت قديماً باسم «كولون»، ولم يرد اسم برلين إلا فـي منتصف القرن الثالث عشر، ولا يعرف المصدر التاريخي لهذه التسمية، غير أن الرأي الغالب يشير الى أن اسم برلين مستمدّ من مفردة «بير» أي الدب، والذي غدا فـيما بعد شعاراً لها.
نشأت المدينة ضمن عملية انفتاح النظام الاقطاعي فـي أوروبا الوسطى، حيث قدم إليها فـي القرن الثاني عشر العديد من التجّار الذين استطاعوا أن يؤسّسوا فـيها مراكز اقتصادية مهمّة، بعدما منحهم التوسكانيون الذين سيطروا على المدينة، امتيازات كثيرة كالاعفاءات الجمركية وتقديم الحماية، وساهم ذلك فـي تزايد وتعاظم الحركة التجارية فـي برلين والمدن المجاورة لها. وساعد النشاط التجاري الذي انحصر فـي مناطق الاقطاع، على قيام دولة إقطاعية متطوّرة احتضنت كبار الاقطاعيين، وساعدتهم فـي الوصول الى مناصب هامة وفاعلة فـي الادارة المحلّية. وبعد حصول برلين على لقب مدينة صار لها إدارة ذاتية ومجلس دستوري واستقلال ذاتي ضمن إطار الدولة الاقطاعية.
فـي العام ١٢٨٠ تحوّلت المدينة الى مركز هام للحركة المناهضة لقانون جباية الضرائب من الفلاّحين. وفـي مطلع القرن الرابع عشر اكتسبت كامل حقوقها كمدينة تتمتّع بالاستقلال الذاتي، ووصفها كارل ماركس فـي تلك المرحلة بأنها مركز إشعاع القرون الوسطى.
الثورة الفرنسية من جانبها تركت تأثيراً فكرياً واسعاً فـي أوساط البورجوازية البرلينية، خصوصاً طبقة المثقّفـين، لتتحوّل المدينة بضغط من الطبقة البورجوازية الى عاصمة مملكة بروسيا (١٧٠١ - ١٨٧١)، ثم عاصمة الإمبراطورية الألمانية (١٨١٧ - ١٩١٧) وعاصمة جمهورية فاليمار ( ١٩١٨ - ١٩٣٣)، وأخيراً وقبل أن تهدمها الحرب كانت عاصمة الرايخ الألماني الثالث (١٩٣٣ - ١٩٤٥)، لتعود مجدّداً عاصمة لألمانيا الموحّدة بعد سقوط الجدار الفاصل بين شطريها. لكن العودة الأخيرة كانت مغايرة، إذ ارتدت المدينة حلّة الوئام بعيداً عن الحروب والعنصريات.
فـي مطلع القرن التاسع عشر اتّسعت برلين لتضم خمسة عشر حيّاً سكنياً، وبدأت بواباتها الأسطورية تظهر الى الوجود، وأهمّها بوابة «براندبورغ» التي يقال إن نابليون بونابرت سرق منها عربة «كوادريجا» آلهة السلام التي كانت تعتلي قمّتها، بعد احتلالها والتوقيع على معاهدة «تيليستر» للسلام فـي العام ١٨٠٧. وشكّلت تلك البوابات فـيما بعد الحدود الفاصلة بين شطري المدينة، بعدما نصّت معاهدة «بوتسدام» التي فرضتها دول الحلفاء المنتصرة، على تقسيم ألمانيا وعاصمتها برلين: جيوش أميركا وبريطانيا وفرنسا سيطرت على الشطر الغربي، فـيما سيطر الاتحاد السوفـياتي السابق على الشطر الشرقي.
وبحكم تأثّرها بالثورة الصناعية فـي بريطانيا، انتشرت فـيها المصانع والمتاجر الكبيرة وشبكات المواصلات، وتطوّرت العلوم والتكنولوجيا وازدهرت البنوك وشيّدت المعاهد والجامعات العلمية والتقنيّة، لترتفع الى مستوى رفـيع فـي الأوساط الدولية، ولتغدو مركزاً للحركة الوطنية لتحسين حياة الفلاحين وحرّية ممارسة الحرف وتعديل قانون الجيش والتعليم وتأسيس المجالس المحلّية، الأمر الذي ساهم بانتصار حرب الاستقلال الوطنية فـي العام ١٨١٣.
ولم تحظ مدينة برلين بجمالها الحالي إلا فـي عهد المعماري البرليني فريدريك شينكل الذي منح المدينة سمة مميّزة فـي الطراز المعماري، ما زالت آثارها حاضرة حتى اليوم، كالمتحف القديم وجسر القلعة ودار التمثيل، الى جانب عدد من النصب الممتدة على ضفاف نهر الشبريه.

الأعوام الصعبة
عشرينيات القرن الماضي كانت قاسية على برلين، إذ شكّلت الأزمات الاقتصادية أحد أهم الأسباب لنموّ الفكر النازي، ثم اعتلائه السلطة فـي العام ١٩٣٣ الذي قاد عبر أدولف هتلر البلاد الى حروب كارثية، بدأت بحفلات حرق الكتب التي شهدتها ساحة أوغست بيبل بلاتسا وسط المدينة. وبعدما وضعت الحرب الكونيّة الثانية أوزارها إثر خسارة النازية ومحورها، اختفت برلين من الوجود كعاصمة، وشمل الخراب والدمار أكثر من ٢٨ كيلومتراً من مساحة الأراضي المشيّدة، فـيما قدّرت أنقاض الحرب فـي وسط المدينة فقط بـ٨٠ مليون متر مكعّب، وانخفض عدد سكانها الى ٢.٥ مليون نسمة بعدما كان ضعف هذا العدد تقريباً.
بعد الحرب تعاقب الكثير من الأحداث على المدينة، غير أنها ظلّت ساكنة وبعيدة عن الحراك السياسي العالمي. قلبها كان ينبض بإيقاع مختلف.. إيقاع محموم بالثقافة والفنّ لتكون إحدى أهم المدن الطليعية فـي هذا الاتجاه. الشطر الغربي من المدينة قبل سقوط الجدار كان يزهو بإعلانات ضوئيّة وزخرفة الحياة الرأسمالية، وهذا ما كان يفتقده الشطر الشرقي. لكن الألوان الباهتة كانت تحتوي على لمعان خاص مجبول بحركة ثقافـية وفنّية متواصلة. لذا احتضنت برلين على مدى تاريخها أشهر الفنّانين، لتستمتع بنتاجات أبسن وماكس راينهارد وبرتولد بريخت وكوكو شكاو وهيلين فايكل، وصولاً الى غونتر غراس الحائز جائزة نوبل للآداب.
ميدان «ألكسندرا بلاتس» فـي الجانب الشرقي لا يزال الملتقى الأهم لأجناس الأرض وتقاطع خطوطهم الثقافـية، حيث تجمع فـي دفعة واحدة أفضل نتاجات الشرق والغرب على حدّ سواء. وإذا أنت بحثت عن الأشقياء والمتسكّعين والمنحرفـين الذين صوّرهم «ألفرد دبلن» فـي روايته الشهيرة «برلين ـ ساحة ألكسندرا»، فإنك لا تجد سوى طلبة وسياح ومتسوّقين يمرّون على عجل. وأياً كانت وجهتك يشدّك من بعيد برج برلين البالغ ارتفاعه ٣٦٥ متراً ـ بعدد أيام السنة ـ حيث تقدّم قبّته فـي استدارة غير محسوسة عرضاً بانورامياً شيّقاً للمدينة الراقدة تحت قدميك. وقد شيّد البرج فـي العام ١٩٦٩ ويعتبر ثاني أعلى بناء فـي دول الاتحاد الأوروبي.
فـي الجانب الشرقي ما زالت الفنادق الأهم التي تأسّست قبل انهيار الجدار، تقوم بالمهمّة ذاتها: متروبول، بلاس، شتاد برلين بطوابقه المرتفعة وسط المدينة، بارولينا، الى جانب فنادق أخرى حديثة. فريدريش شتراسه، الشارع الموازي للحدود بين الشطرين، هو الأكثر أهمّية فـي الشطر الشرقي، تتوزّع الى جانبيه المصارف والمتاجر الكبيرة والمحالّ التي تعرض سلعها الراقية. كان يوصف بأنه شارع برلين الأسطوري خلال العشرينيات من القرن الماضي، وهو يتميّز بهندسة معمارية فريدة توشّج بين الماضي الإمبراطوري للمدينة وحاضرها المعاصر. فـيما يتلفّع شارع أونتر دين ليندن (تحت ظلال الزيزفون) بهدوء الفنادق والمسارح ودور الأوبرا الممتدة.

ذاكرة الحروب
كنيسة قيصر ويليهام المهدّمة والمحترقة فـي كودام، ما زالت ماثلة أمام العيان لتعيد الى ذاكرة الأحياء قصص الماضي القريب المتخم بالحروب، ولتحكي ما حصل للأموات. إنها ضريبة الحروب العبثيّة التي تدفع بها الشعوب دوماً مقابل صمتها أو عدم مبالاتها.
وبرلين، المدينة المسكونة بشعوب الأرض، تتوزّع بين شوارعها وأحيائها المتاحف وصالات العرض التي تتنفّس من اضمحلال الهويّة الثقافـية على حساب التجانس الشامل لكل الثقافات، وقصور تتحوّل معظم قاعاتها الى معارض فنّية كقصر شارلوتنبرغ، الى جانب العشرات من المسارح والمتاحف والصالات الموسيقية.
ويمثّل المهاجرون من دول المغرب أوسع الجاليات العربية وأقدمها فـي برلين، يليهم الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون والعراقيون والمصريون. المغاربة قدموا فـي إطار اجتذاب القوى العاملة الرخيصة لإعمار البلد بعد الحرب الكونية الثانية. الهجرة اللبنانية مرتبطة بالحرب الأهلية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى بقيّة الحروب الصغيرة التي شهدها لبنان على مدار العقود الأخيرة. العراقيون يمثّلون الشريحة الأكاديمية والمثقّفة فـي المجتمع العربي البرليني: فنّانون، مسرحيون، كتّاب، شعراء. ورغم افتقارهم الى مؤسّسات ثقافـية وأدوات إعلامية، إلا أنهم يسعون الى إبراز مناخهم الثقافـي عبر جمعيات وحلقات صغيرة. وثمّة شريحة مثقّفة من العرب تتقاسم مع العراقيين هموم الحياة الثقافـية، غير أن التباين السياسي كان دائماً العائق الأساسي أمام السير بخطوات جادة لتعزيز الوجود الثقافـي والفنّي العربي فـي برلين.
والهجرة نحو برلين لم تتوقّف، وقد شهدت تصاعداً منذ مطلع الألفـية الثالثة، خصوصاً مع تدفّق الآلاف من مواطني أوروبا الشرقية الباحثين عن فرصة عمل فـي المجتمعات الرأسمالية، بعدما رفعت الأنظمة الاشتراكية السابقة راية الاستسلام.
برلين، الساخرة والوديعة فـي آن، آية عراقة بعدما قرّرت طيّ صفحات الماضي بتحدٍّ جنوني لترتمي فـي معمعة الحياة، بعيداً عن آلام الحروب وفواجعها القاسية، ولتتحد من جديد تحت خيمة التخفـيف من مآسي أعوام الانفصال الطويلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدنان مظلوم
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
عدنان مظلوم


الجنس : ذكر
المساهمات : 562
الميلاد : 15/02/1987
التسجيل : 17/04/2010
العمر : 37
العمل : طالب جامعي
المزاج : الحمد لله

برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة    برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 7:14 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almadeek.yoo7.com
 
برلين: ذاكرة الحروب المنسيّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قلعة المضيق :: {~~منتدى قلعة المضيق~~} :: قسم المعالم الأثرية-
انتقل الى: