شمعة المحرك المعروفة شعبياً باسمها الأجنبي البوجي اختراع لم ينل حقه من الأضواء. فمن دونه تتوقف حركتنا اليومية كما نعرفها، ويتجمد العالم في مكانه.
يستطيع البوجي الجيد أن يولِّد نحو 300 مليون شرارة كهربائية طيلة فترة حياته (نحو 20 في الثانية)، وكل شرارة تسبب انفجار الوقود في غرفة الاحتراق بالمحرك، والطاقة الناجمة عن هذا الاحتراق هي التي تحرِّك البستن، وبالتالي السيارة. وفي حين أن فولاذ غرفة المحرك يتحمل بسهولة قوة الانفجار، فإن البوجي لو كان مصنوعاً من الفولاذ لما عاش في محرك السيارة لأكثر من إيصال صاحبها إلى أقرب محطة لتغييره.
فالشرارات التي يطلقها البوجي من قطب إلى آخر بسرعة تناهز سرعة الضوء، تضرب رأساً معدنياً في القطب الثاني، فترفع حرارته على مساحة صغيرة جداً إلى آلاف الدرجات المئوية، وتتطاير منه في هذه الحالة ملايين الذرَّات التي تُلهب الوقود فيحصل الانفجار. ولكي يتحمل الرأس المعدني مثل هذا الضغط والحرارة، صار يصنع من المعادن الثمينة كالبلاتين والبلاديوم والذهب، التي تتمتع بالإضافة إلى قدرتها على تحمل الحرارة، بمناعتها ضد التفاعل مع الغازات المحيطة بها التي يمكن في حالة المعادن الأخرى أن تؤدي إلى أكسدة سطح المعدن الحار، وفقدان قدرته على استقطاب الشرارات الكهربائية.