جبله سكانيا ,أصل التسميه

احتفظت باسمها منذ حوالي أربعة آلاف عام حيث ورد اسمها في الكتابات المسمارية المكتشفة في أوغاريت تحت اسم ( جبعلا ) - جب ايل - هو كبير الالهه عند الفيينيقيين. ويعني قبة الاله أو مسكن الإله. ومنها جبيل وقد تطورالاسم إلى ( جَبَالا ) وعرب على الأرجح في العهد العباسي فصار الاسم ( جَبَلَة ) .

وبعد أن استولى الصليبيون عليها عام 50هـ - 1108م أطلقوا عليها اسم زيبل وبقيت تحمل هذا الاسم حتى طردهم منها السلطان قلاوون .
وحالياً فقد اعتاد الناس أن يلفظوا اسمها بفتح الجيم وتسكين الباء وفتح اللام ( جَبْلَة ) مع أن الصحيح كما قلنا هو ( جَبَلَة ) بفتح الجيم والباء واللام .ومن الاخطاء الشائعه نسبة تسمية جبله الى جبلّه بن الايهم وكما مر فقد انشأت جبله قبله بقرنين على الاقل
.جبله من الناحيه السكانيه:

تتأثر الجماعات الإنسانية بمجموعة من الظروف و المؤثرات البيئية الجغرافية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية فترتسم من خلالها هوية و طباع و شخصية هذه الجماعات و لو نظرنا إلى أصول أهل منطقة جبلة كما في عموم الساحل السوري ترجع لمحصلة تلاقي الحضارات الفينيقيه- العموريه العظيمه مع تلاقح هذه الحضاره بثقافات مختلفه وآخرها العرب المناذره وامبراطورية زنوبيا التي كانت تمتد من البحر الأعلى "الأسود" الى الأدنى بحر العرب ومن ثم العرب المسلمين الذين ينتمون إلى قبائل همدان و قيس و إياد , و همدان بطن من كهلان و القحطانية , و كانت ديارهم باليمن و أسلموا سنة 9 للهجرة , أما قيس و إياد فكلاهما بطن عظيم من العدنانية من أشهر القبائل العربية .
" وان كنا نقف بكثير من الشك العلمي بموضوع الأنساب والأفخاذ ..لأن جميع الرسالات الانسانيه والسماويه جهدت لكي تبعد الانسان عن أي انتماء عرقي أو عصبوي وأكدت أن الانسان بعمله "لا فضل لعربي على أعجمي....الخ"

و لئن كان للوراثة آثارها , فأهل جبلة لا شك ورثوا عن هذه القبائل بعض الخصال و السجايا , كما أنهم تأثروا بمؤثرات البيئة و طبيعة الحياة و الموقع الجغرافي و بعض العوامل الأخرى , و يلخص الباحث المرحوم مصباح غلاونجي العوامل بـ :
1- البحر و الملاحة و الصيد .
2- السهل الواسع الخصيب و الزراعة .
3- سيرة السلطان إبراهيم بن أدهم و دفنه فيها .
4- الانعزال الجغرافي النسبي .
و لذلك فأهل جبلة تميل بشراتهم إلى السمرة قليلاً ,.
و لقد أصبغ عليهم وجود إبراهيم بن أدهم و تداولهم لسيرته الأسطورية في التصوف و الزهد ملامح البساطة في العيش و الطيبة و التسامح و حبهم للغريب يعيش بينهم يتقربون منه و لا عجب فالجميع يتذكر هنا كيف كان النُسَّاك و الدراويش و الغرباء يقيمون بمحيط جامع السلطان إبراهيم بن أدهم و يُصْرَفُ عليهم من أوقافه الغنية , و هم لا يحبون وفادة الضيف فقط بل يحسنونها و خاصة في الريف .

و ساعد انعزال المدينة النسبي حيث لا يمر فيها طريق عام على إضفاء بعض الخصائص كالحفاظ على لهجتهم المميزة المحببة ردحاً من الزمن و ميلهم إلى كثرة التزاوج من بعضهم حتى شاع بينهم القول : ( زيوان البلد و لا حنطة جلب) , و حفاظهم على موروثهم الفولكلوري و الثقافي ,وأنجبت جبله قديما وحديثا رجالات وأبطال على مستوى سوريا والانسانيه جمعاء .
ولعلنا نذكر على سبيل المثال ..مؤخرا بطل العالم في السباحه الطويله محمد زيتون وأبطال العالم ماهر ومروان صالح وأحمد الحسين وأسرة معلا الرياضيه والأديب الكبير أدونيس المرشح الدائم لنوبل والشاعر الكبير نديم محمد ...
ويكاد لا يخلو بيت فيها من رياضي أو شاعر أو مؤلف أو بحار وصياد أو مغترب طموح.

مشكور أخي زاد الخير موضوع جميل ومعلومات رائعة