دون إرادة .. ودون أدنى مقاومة تجرنا أقدامنا إلى حيث ما تتمناه النفس التي تتفاجأ بعد لحظات أنها وقعت في شرك التحريض النفسي
أو الإيحاء النفسي ... تلك هي حالنا مع عبارات التنزيلات (السولد ) واللافتات الكثيرة التي تملا واجهات المحال هذه الأيام والتي تتسابق على تعليق اكبر عدد منها من أجل تحريضنا نفسياً واجتذابنا رغماً عنا إلى هذا الشرك والمصيدة التي يقع فيها اغلب الناس ، وبعيدا عن صدقية أو عدم صدقية هذه العروضات التي نتفاجأ في كثير من الأحيان انها وهمية وكاذبة يتهافت الكثير ودون أن يشعروا الى داخل هذه المحال لاقتناء اكبر قدر ممكن من السلع والملابس بكل أنواعها انطلاقا من كونها فرصة يجب اغتنامها.
ولعل الشريحة الاقرب والأسرع في الوقوع بهذا الشرك النفسي هي شريحة ذوي الدخل المحدود والمتوسط الذين يكتنزون فكرة البحث عن كل ماهو رخيص في مخيلتهم وعقلهم الباطني، حيث تجدهم يندفعون الى محال التنزيلات دون أدنى تفكير وهو ما يهيئ البيئة المناسبة للالتفاف عليهم من قبل اصحاب المحال وخداعهم ،فهم سيكتشفون بعد قليل ان ما اشتروه موجود في الأسواق بنفس السعر وربما اقل ايضا .
وإضافة لسيطرة الإيحاء النفسي على بعض هؤلاء الأشخاص نجد في المقابل أشخاصاً آخرين ينتظرون هذه الفترة من السنة أي فترة العروضات والتنزيلات لاقتناء اكبر كمية ممكنة من الألبسة والسلع ليس لنقص عندهم فيما يشترون، وإنما لأنهم يعانون من هوس الشراء وحب التسوق وحتى لو اضطروا إلى الاستدانة وهذا مرجعه بالطبع إلى عوامل خفية عندهم وفي الأغلب هي نوع من التعويض النفسي لديهم عن اضطراب قلق أو اكتئاب أو عدم ثقة بالنفس وشعور بالنقص، لذلك هم يلجؤون للتعويض بالشراء.