زاد الخير مراقب عام
الجنس : المساهمات : 219 الميلاد : 28/07/1969 التسجيل : 14/08/2010 العمر : 54 العمل : عمل إنساني المزاج : حال الطقس
| موضوع: حب حتى الممات .. السبت أغسطس 14, 2010 12:20 pm | |
| تعارفا إلى بعضهما في حفل جامعي، وآخر ما توقعاه أن يدخل الحب إلى قلبيهما، وينشر دفئه بين ثنايا الروح، كل واحد كان له طموحاته وأحلامه، وهواجسه في الحياة، اتحدت الأحلام، وأصبحت الطموحات توءماً لروح واحدة، عاندتهما ظروف الحياة الصعبة، فكانا لها بالمرصاد، فأي مشكلة كانت تحل بأبسط معادلة متعارف عليها (بتهون)،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تخرجا في الجامعة معاً وبدأت خطوات رسم الحلم تتجسد إلى واقع، البحث عن فرصة عمل لتأسيس منزل صغير يحتضن مشاعرهما المتأججة، الأصدقاء من حولهما يحسدونهما على صبرهما وتماسكهما، وإخلاصهما المتفاني، هي كانت كاسفنجة تمتص اللحظات التي يغدو فيه مزاجه في أقصى مراحل الكآبة، فتحول الحزن إلى بسمة، والألم إلى فرحة، وهو كان لها ذلك السند الذي يحميها من كل مظاهر المجتمع المقلقة والمتعبة، كانت كلما ذرفت دمعة هو من يلتقطها، وكلما قالت آهة، يتألم معها، كبر الحب لدرجة لم يعد هناك أي مجال للحظة فراق، فكان القرار، حفل زفاف بسيطاً كلل بزهور حملها الأهل والأحبة، ومنزلاً أسس بأبسط الأثاث، على أمل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه منزلهما قصراً كبيراً، مرت سنة، وتلتها أخرى والحياة بينهما لم يتغير فيها أي شيء قط، واستمر الحال نحو الأفضل، الأحلام تحققت وعرفت طريقها إليهما، منزل جميل، تجتمع معه كل وسائل الترفيه التي يطمح لها المرء، ولا ينغص عليهما شيء إلا غياب واحد عن الآخر لمدة ساعات فقط... كنت كلما رأيتهما ظننت أنني أرى عاشقين، لمعة الحب في عيونهما لم تسرقها ضغوطات الحياة، لمسة الحنان لم تغيبها برودة الحياة الزوجية فحياتهما أشبه بفيلم سينمائي لا تعرف نهاية لجماليته ورومانسيته... مرت خمس سنوات دون أن تسمع في منزلهما صوت طفل تموت هي لمناغشته، ويلهف قلبه لرائحته، ومع ذلك لم يشعرها للحظة بأنها تحرمه دون أن تقصد من صوت يناديه باسم أبوته كي لا يسبب لها أي ألم، ولكن سؤال الأهل الملح، وضغطهم المستمر عليه أوقعه في دوامة لا خلاص منها، ودائما كان سؤال أمه إلى متى؟ إلى متى... بدأت تستوطن كيانه لدرجة بات يكره نفسه، فدخل في حالة صراع وخاصة أنها كانت تشعر بكل ما يجول في داخله، حتى إنها يوماً قالت له، لأني أحبك أتمنى أن يكون لك طفل يسعدك فسعادتي من سعادتك، ولكنه رفض استمرارها في الحديث، صراع استمر لسنوات، وحين نضح إناء الأبوة في داخله وبات قلبه يهتف مناديا بطفل له اتخذ قراره فأخبرها بانكسار أنه يحبها، ولن يتخلى عنها وستبقى هي ملكة قلبه، ونور عينيه، ولن يحدث أي تغيير ومن ستدخل حياته ستكون مجرد امرأة تنجب طفلاً هو يتوق له، وستكون هي أيضاً أماً له، حاولت كبت آهاتها ودموعها، وابتسمت معلنة الموافقة على قراره من كل قلبها وحسم الخيار... أحبها لدرجة لم يعرف النوم طريقا إلى قلبه الذي لا يقدر على التسبب لها بأي ألم، عاد بالذاكرة إلى الوراء إلى كل اللحظات التي كانت معه فيها حبيبة وأماً وزوجة، عاد إلى لحظة كان نذر فيها عمره لها ولسعادتها، فأيقن أن اللـه أكرمه بها، وحرمه نعمة الأبوة، وماذا يعني ذلك لا بأس، فهو ليس أول ولا آخر رجل في العالم يحرم من الأبوة فهي مشيئة اللـه، ولا يوجد في الكون من تستحق أن تأخذ مكانتها، فاللـه عوضه بها عن كل مشاعر الأبوة، وهوغير قادر على التعامل مع امرأة غيرها، وما ذنب غيرها بأن تكون مجرد منجبة لا أكثر فلمَ يريد أن يظلم نفسه ويظلمها ويظلم غيرها؟ وكان القرار، سيقول لها إنه تراجع عن قراره ولم يعد يريد من الحياة أي شيء آخر سواها فهي ربيع عمره الدائم... تسلل إلى غرفة نومها بهدوء، واقترب من سريرها مقبلا تلك اليد التي لا يشبع من دفئها، فإذا ببرودة قوية بأطرافها، تحسس وجهها فإذا الصقيع يغزو كل مساماته، نادى باسمها فلم تستجب للنداء، حركها بقوة فلم يلق أي ردة فعل، رحلت من حياته بهدوء وحب، كما دخلت، فالموت كان أرحم من أن تكون عقبة في وجه أحلامه التي قاتلت معه لتحقيقها......
[/size] [/size][/size][/b] [/size][/size] | |
|
عدنان مظلوم مؤسس المنتدى
الجنس : المساهمات : 562 الميلاد : 15/02/1987 التسجيل : 17/04/2010 العمر : 37 العمل : طالب جامعي المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: حب حتى الممات .. السبت أغسطس 14, 2010 2:20 pm | |
| | |
|
عبد القهار نائب المدير العام
الجنس : المساهمات : 181 الميلاد : 04/05/1985 التسجيل : 08/06/2010 العمر : 38
| موضوع: رد: حب حتى الممات .. السبت أغسطس 14, 2010 3:02 pm | |
| | |
|
@الأسير@ مشرف قسم القصص والحكايات
الجنس : المساهمات : 61 الميلاد : 15/03/1988 التسجيل : 22/04/2010 العمر : 36 العمل : طالب المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: حب حتى الممات .. الإثنين أغسطس 16, 2010 8:38 am | |
| | |
|