زاد الخير مراقب عام
الجنس : المساهمات : 219 الميلاد : 28/07/1969 التسجيل : 14/08/2010 العمر : 54 العمل : عمل إنساني المزاج : حال الطقس
| موضوع: قلوب متيّمة في بشر افتراضيين الثلاثاء مارس 08, 2011 7:04 am | |
| نستمتع عندما نعود إلى كتب الفكاهة والظرف التراثية التي تروي حكايات الحمقى والمغفلين، ولعل أكثرها طرافة ما رواه الجاحظ عن معلم صبيان عشق امرأة بمجرد أن سمع شاعراً ينشد:
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة
ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذي فؤادي تلعبين به
فكيف يلعب بالإنسان إنسانا؟
وعندما سأله كيف يعشق امرأة دون أن يراها؟ فأجاب: لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها.
وبقية الحكاية معروفة عندما حزن الرجل وجلس في بيته للعزاء لوفاة معشوقته، وعندما سئل كيف عرف بوفاتها؟ فقال لأنه سمع ذلك الرجل بعينه وهو يقول:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت ولا رجع الحمار
وقد نجد عذرا لهذا الشخص لأنه عاش في زمن البسطاء، وكانت العلوم الإنسانية لا تزال في إرهاصاتها الأولى،لكن السؤال ماذا لو اكتشفنا أن أمثال هذا العاشق يعيشون بيننا الآن،ونخن نعيش زمن الاتصالات السريعة والتقدم التقني، ولاسيما في ميدان الحاسوب؟
تشير الوقائع التي نطلع عليها من المواقع الالكترونية أن قطاعاً واسعاً من الفتيان واليافعين في عالم اليوم لاتختلف عقليتهم عن عقلية أولئك المغفلين والحمقى الذين عاشوا في زمن الجاحظ والجوزي الذي روى عنهم الكثير
فما أكثر الذين يعشقون من خلال (الشات) عبر الكثير من المواقع الالكترونية مثل (الفيسبوك) و(تويتر) وغيرهما.
وعندما يكون العشق بواسطة الأذن فتلك نصف المصيبة،لأن الفتى يسمع صوت أنثى فيه الكثير من الحلاوة والطلاوة، كما أضحى التواصل عبر الصوت والصورة،وهو لا يعرف أصلها وفصلها.
أما المصيبة الأكبر فهي أن يعشق أحدهم أنثى افتراضية مرسومة بواسطة الحاسوب.
فقد استطاع صناع البرامج الالكترونية أن يتوصلوا إلى رسم صور لكائنات تشبه البشر،وتفننوا في إضفاء السمات الجمالية على الصور،حتى إن أحدهم يشك لحظة واحدة أن ما يراه هو كائن افتراضي،بل يعتقد انه بشر يعيش على سطح الأرض.
وقد قرأنا منذ مدة نقلت أن شركة يابانية نجحت في استثمار الخواء العاطفي عند بعض الشباب وحاجتهم إلى صديقات يملأن أوقات فراغهم عبر تأمين فتاة افتراضية تنتمي إلى عالم حاسوبي يجعل مشاعرها
ونجحت الشركة في استثمار الخواء العاطفي عند بعض الشباب وحاجتهم إلى صديقات يملأن أوقات فراغهم عبر تأمين فتاة افتراضية تنتمي إلى عالم حاسوبي يجعل مشاعرها مبرمجة وأحاسيسها رقمية، مقابل ثلاثة دولارات شهرياً.
والحبيبة الحاسوبية فتاة عذبة الحديث أسرت قلوب ثلاثين ألف شاب ياباني اشتركوا في خدمة الحب بالبريد الإلكتروني التي أطلقتها شركة (بنداي سيستمز).
وتتغير ردود فتيات البرنامج الحاسوبي، حسب توقيت الرسالة في ساعات اليوم وفصول السنة وحسب طبيعة الأسئلة المطروحة عليها،ولا مجال للدجل في هذه العلاقات، فالتقدم يقاس على جدول يظهر كماً من أسرار الفتاة استطاع الشاب أن يكشف والنسبة المئوية لدرجة استحواذه على قلبها، وفي نهاية العلاقة التي يمكن أن تستمر من شهر إلى ثلاثة شهور، يحصل العاشق الناجح على عهد بحب أبدي.
أما الشاب الذي فشل في التقرب من صديقته الرقمية وملاطفتها كما ينبغي سيصدم عندما يجدها تنهي العلاقة بفظاظة، واصفة إياه بأنه شخص بغيض وتافه لا يستحق حبها.
وكانت الخطوة الأولى في رسم بشر افتراضيين في الفن السابع،حيث ظهرت أفلام تقوم ببطولتها شخصيات مرسومة بواسطة الحاسوب،وهي من الدقة بحيث نعتقد للوهلة الأولى أننا أمام ممثل على مستوى عال من إتقان الأداء.
ومن أوائل الأفلام التي شاهدناها من هذه النوعية فيلم (خيال نهائي) وترجمه بعضهم (الفانتازيا الأخيرة) التي ظهر منها عدة أجزاء،ويتناقلها قراصنة الأفلام على المواقع.
يتحدث عن شركة تدعى (شينرا)، اكتشفت وسيلة للاستفادة من (جدول الحياة) وجعله مصدراً للطاقة،وكان لدى (شينرا) قوة محاربين خاصة تميزوا بامتلاكهم لخلايا خاصة وضعت بداخلهم وتم منحهم إياها من (جينوفا).
والمشكلة أن هذه السلسلة موجهة إلى اليافعين الذين في بادية سن المراهقة وهم المتعطشون لأي صورة عن أنثى،فهل حقاً إننا نعيش عصر العقل العلمي؟. | |
|
عدنان مظلوم مؤسس المنتدى
الجنس : المساهمات : 562 الميلاد : 15/02/1987 التسجيل : 17/04/2010 العمر : 37 العمل : طالب جامعي المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: قلوب متيّمة في بشر افتراضيين الثلاثاء مارس 08, 2011 12:50 pm | |
| | |
|