تقع قلعة المهالبة على بعد أربعين كيلو متراً شرق مدينة اللاذقية, وتنتصب شمال مدينة القرداحة, حيث تقابل جبل الأربعين.
بنيت القلعة فوق قمة جبل ترتفع إلى 750 متراً فوق سطح البحر, وقد بناها (بنو الأحمر) في بداية القرن الحادي عشر الميلادي, يحيط بالقلعة سور ضخم مبني من الحجر النحيت, وتشكل بعض أجزائه الصخرة الأم التي بنيت القلعة عليها, أما الأبراج, والتي تبلغ اثني عشر برجاً, فهي تتوزع حول القلعة, وتتركز في الجهة الشرقية الجنوبية من القلعة, هذه الأبراج مبنية على شكل أنصاف دوائر, تتوسطها فتحات طولانية, صنعت للمراقبة ولرمي السهام والنبال. وفي القلعة مستودعات, وخزانات, وأقبية,ودهاليز, وساحات.
إن القلعة مبنية بهندسة معمارية متناهية الدقة والجمال, على طريقة الأقواس التي تحمل السقوف, أما الأبواب والمداخل فهي على شكل( حدوة الفرس) وتتوسط الأسطحة فتحات مربعة مصممة لإيصال الضوء والمؤن, ولا تخلو القلعة من الساحات الواسعة لممارسة التدريبات العسكرية والأنشطة الرياضية.
قبل إكمال بنائها استولى عليها أمير انطاكيا(نكتور) حيث أكمل بناءها. احتلها الفرنجة عام .1118 وحررها صلاح الدين الأيوبي عام .1188 تاريخ القلعة يذكر تبعيتها لسلطان (حلب) عام ,1194 وبعدها لقلعة( صلاح الدين), ثم تبعيتها لولاية طرابلس في القرن الثالث عشر الميلادي, حيث بقيت كذلك حتى القرن الخامس عشر.
ورد تعريفها عند ياقوت الحموي في معجم البلدان:
(إنها حصن منيع على سواحل الشام, مقابل اللاذقية, من أعمال حلب), أطلق عليها الجغرافيون والمؤرخون العرب اسم(حصن بلا طنس), أما اسمها الحالي ( قلعة المهالبة) فليس معروفاً بدقة إلى أي فترة يعود.
كانت تربط القلعة علاقات قوية مع(قلعة صلاح الدين) التي تقع على بعد 15 كيلو متراً شمالها, ومع قلعة المرقب التي تقع جنوبها. من هنا فقد لعبت دوراً هاماً بحكم موقعها المتوسط, الذي يتحكم بالممرات والمسالك الحيوية التي تصل الساحل السوري بسهل الغاب, حيث كانت عملية التبادل التجاري قائمة بينهما منذ أقدم العصور, من هنا فإن الدور الرقابي والعسكري الكبير للقلعة خلق نزاعات كبيرة على ملكيتها للاحتفاظ بها.