عدنان مظلوم مؤسس المنتدى
الجنس : المساهمات : 562 الميلاد : 15/02/1987 التسجيل : 17/04/2010 العمر : 37 العمل : طالب جامعي المزاج : الحمد لله
| موضوع: سيدنا لوط ... عليه السلام الثلاثاء يونيو 08, 2010 9:33 am | |
| يقول الله تعالى " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " لقد كان إبراهيم الخليل عليه السلام أبا الضيفان كان الكرم والجود من صفاته وأخلاقه يخبر بذلك القرآن الكريم في قصة إبراهيم الخليل مع الملائكة الكرام حينما جاؤوا إليه على هيئة بشر قال سبحانه " هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون * فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم * فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم *قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم )
إبراهيم الخليل لما ضايف القوم لم يسألهم ماذا تريدون بل لما عرف أنهم قوم منكرون ليسوا من أهل تلك البلاد وأنهم غرباء ذهب مباشرة وقدم لهم أفضل وأسمن ما عنده فقرب لهم لحم عجل سمين فقربه إليهم لكنهم لم يأكلوا منه فتوجس منهم إبراهيم فقالوا له لا تخف نحن ملائكة ربك جئناك لنبشرك بغلام عليم نبشرك باسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فسمعت سارة الخبر فلطمت وجهها تعجبا أألد وأنا عجوز بل وعقيم في نفس الوقت فكيف ألد بعد هذا كله قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم .
إبراهيم الخليل لما جاءته البشرى سأل الملائكة الكرام قال فما خطبكم إيها المرسلون قالوا إنا إرسلنا إلى قوم مجرمين
أتدرون من هؤلاء القوم المجرمون إنهم قوم لوط عليه السلام فلما هاجر إبراهيم الخليل مع زوجته سارة كان معه ابن أخيه لوط فأرسله الله إلى قرية سدوم والتي تقع في البحر الميت اليوم كانت قرية كبيرة وكان قومها قوم سوء فأراد الله أن يقيم عليهم الحجة قبل أن يعذبهم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فأرسل الله إليهم لوط نبيا كريما فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن هذه الأخلاق المنحرفة والعادات القبيحة " ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر * فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) فيا سبحان الله انظروا إلى الذنب العظيم الذي اقترفه لوط عليه السلام بسبب أنه تمسك بالفطرة السليمة وأبى سلوك الانحراف حكموا عليه بالنفي والإبعاد
وفوق هذا فقد كانوا يأتون الرجال دون النساء وكانوا يقطعون الطريف ويخونون الرفيق ويأتون في ناديهم المنكر حتى وصل بهم الحال إلى أنهم كانوا يتناكحون أمام بعضهم البعض في مجالسهم فقد كانوا كالأنعام بل هم أضل بل إنهم فوق ذلك أعلنوا التحدي لنبي الله لوط فقالوا " ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين " فلما علم لوط أن هؤلاء قوم سوء لا خير فيهم دعا عليهم فنادى ربه وخالقة " رب انصرني على القوم المفسدين " فغضب الله لغضب نبيه واستجاب الله لدعوته وبعث الله رسله الكرام وملائكته العظام فمروا على الخليل إبراهيم وبشروه بالغلام العليم وأخبروه بما أمروا به من الأمر الجسيم والخطب العميم فراجعهم إبراهيم وحاول أن يثنيهم عن ذلك فلعلهم أن يتوبوا ويسلموا " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " لكن جاءه الخبر من الملائكة الكرام " يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود "
فلما ذهبت الملائكة من حضرة إبراهيم ذهبوا إلى قرية سدوم في صور شبان حسان الوجوه اختبار لقوم لوط ولإقامة الحجة عليهم فمروا على لوط عليه السلام وهو في أرضه يزرعها فطلبوا منه الضيافة ودخول هذه القرية " ولما جاءت رسلنا لوط سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب " فهو قد خاف عليهم من خبث هؤلاء القوم فهم أهل خيانة وغدر فهم يقطعون الطريق ويخونون الرفيق فكان يعرض بكلامه ولا يصرح بقوله فيقول لهم والله ليس على وجه الأرض أهل بلد أخبث من هؤلاء ثم مشى قليلا وأعاد عليهم لعلهم يتراجعون عن دخول هذه القرية لكنهم أصروا على ذلك
فأخذهم خلسة وأدخلهم بيته ولم يشعر بهم أحد إلا امرأته لما رأت الضيوف دخلوا بيت لوط ذهبت وأخبرت قومها وقالت إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم جمالا فانطلقوا إليه وأحاطوا ببيته يريدون ضيوفه فطرقوا الباب يريدون أخذ الضيوف فأغلق لوط الباب وتكأ عليه وقال لهم ياقوم ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم إن كنتم تريدون النكاح فخذوا بناتي لا تفضحوني أمام ضيوفي فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد فردوا عليه ردا قبيحا "قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد " عندها تمنى لوط أمنية فقال هو متكأ على الباب لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " أتمنى أن يكون معي قبيلة وجماعة يدافعون عني وعن ضيوفي وذلك لأن لوطا لم يكن من تلك القرية بل جاءهم وسكن عندهم فليس معه قوم ولا قبيلة لينصروه
كل ذلك الحوار حصل عند الباب فلوط متكأ على الباب من الداخل وضيوفه يشاهدون ذلك وقومه من الخارج يدافعون الباب ليدخلوا إليهم وهو يعظهم ويناديهم ويخوفهم ولكن لا حياة لمن تنادي
فلما قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " ناداه ضيوفه فقالوا له يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك حالهم اطمئن يا لوط فقد آويت إلى ركن شديد لقد جاء ك الفرج من الله فلا تخف ولا تحزن لن يصلوا إليك فخرج إليهم جبريل فضربهم بطرف جناحه فطمس أعينهم فعادوا يتلمسون الطريق ويتوعدون لوط بالويل " ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر * ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ) فطلب لوط من الملائكة الكرام أن يهلكوا هذه القرية فلا خير فيهم فأجابوه يا لوط " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " " وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين "
أمر الله تبارك وتعالى نبيه لوطا أن يسرى بأهله بقطع من الليل وألا يلتفت وراءه أبدا " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيه غير بيت من المسلمين " وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال " يأت النبي يو القيامة ومعه الرجل ويأتي النبي ومعه الرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد " فلوط عليه السلام لم يؤمن معه أحد قط سوى ابنتيه أما زوجته فكانت مع قومها فما الذي حل بأهل سدوم وما هو العقاب الذي نزل عليهم وكيف نجا لوط عليه السلام كل ذلك نذكره لكم في الخطبة الثانية
أمر الله لوطا أن يخرج من هذه القرية بقطع من الليل وألا يلتفت وراءه إذا سمع صوت العذاب يقع على قومه فلما طلعت شمس ذلك اليوم وجانت ساعة العقاب جاءهم من أمر الله ما لا يرد ومن البأس ما لا يصد قال سبحانه " فلماء جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وماهي من الظالمين ببعيد " لما جاء أمر الله قام جبريل عليه السلام فضرب بجناحه الأرض واقتلعها من تحتها ورفعها بمن فيها من رجال ونساء ودواب وبناء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها ولم يكتف بذلك بل أدركتهم حجارة السجيل والسجيل هو الحجر شديد الصلابة مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي سيهبط عليه فيدمغه مسومة عند ربك للمسرفين أما امرأة لوط فقيل إنها هلكت مع قومها وقيل أنها خرجت مع لوط لكنها عندما سمعت أصوات المعذبين إلتفتت ورائها فرأت العذاب ينزل على قومها فقال واقوماه فنزل عليه حجر فقتلها لأنها كانت عينا لقومها فهي لم تكن زانية لأن الله لا يقدر على نبي أن تزني زوجته لكنها كانت موالية لقومها راضية بما يقومون به
فيا سبحان الله ما ٍأسرع نقمة الله في ثوان معدوده جاءت الصيحة وسقطت البلدة وجعل الله عاليها سافلها وأرسل الله عليهم مطر من حجارة صلبة وجعل الله مكان تلك البلاد بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها وهي التي تعرف بالبحر الميت فالبحر لم يكن موجودا بل جاء نتيجة اقتلاع الأرض من مكانها فأصبحت أخفض نقطة على وجه الأرض وإن ديارهم ليست ببعيدة وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون
وستبقى بحيرة قوم لوط عبرة للمعتبرين وآية للمتعظين إن في ذلك لآية وما كان أكثر مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
| |
|
الشيخ الأعذب مشرف القسم الإسلامي
الجنس : المساهمات : 91 الميلاد : 20/01/1986 التسجيل : 06/06/2010 العمر : 38
| موضوع: رد: سيدنا لوط ... عليه السلام الأربعاء يونيو 09, 2010 2:41 pm | |
| جزاك الله خيرا | |
|
وشاء الهوى المشرف العام
الجنس : المساهمات : 78 الميلاد : 17/08/1988 التسجيل : 22/04/2010 العمر : 35 العمل : طالب المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: سيدنا لوط ... عليه السلام الخميس يونيو 10, 2010 2:45 pm | |
| | |
|
عدنان مظلوم مؤسس المنتدى
الجنس : المساهمات : 562 الميلاد : 15/02/1987 التسجيل : 17/04/2010 العمر : 37 العمل : طالب جامعي المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: سيدنا لوط ... عليه السلام الخميس يونيو 10, 2010 3:06 pm | |
| وإياكم شاكر مروركم الكريم | |
|
عبد القهار نائب المدير العام
الجنس : المساهمات : 181 الميلاد : 04/05/1985 التسجيل : 08/06/2010 العمر : 38
| موضوع: رد: سيدنا لوط ... عليه السلام الجمعة يونيو 11, 2010 7:05 am | |
| مشكور على الموضوع الجميل | |
|