يقصد بحيرة في وسط روما بإيطاليا ملايين السياح من شتى دول العالم سنوياً ليس للتمتع بمياه وشواطئ هذه البحيرة الصغيرة وحسب بل بحثاً عن «الحظ» !!
والحظ واستحضاره يقوم على أسطورة تقول:(أن بإمكانك أن تكون «محظوظاً» إذا قصدت هذه البحيرة ورميت فيها ما شئت من قطع «اللير» واليوم من قطع اليورو) ولك أن تتخيل كم تجني بلدية روما من العملة الإيطالية سابقاً و(اليورو) العملة الأوروبية اليوم.. والحكاية كلها أسطورة بأسطورة والقاصد أوالسائح قد يكون على ثقة بأن ما يرميه لن يجلب له الحظ لكنه مع ذلك يرمي النقود في مياه البحيرة كما ترمي قطع وفتات الخبز على نهر العاصي للتمتع بالأسماك التي تتبع الفتات تحت سطح الماء الشفيف!! لكن قادش ليست أسطورة، وإن اقتربت حقيقتها المذهلة من الأسطورة التي ماتزال تبحث عن استثمار أمثل يستطيع النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في محيط العاصمة القديمة وإن الاستثمار الأمثل قد ينعكس بصورة إيجابية مباشرة على محافظة حمص كلها.
*الأهمية والموقع: إذ أن قرية تل النبي مندو التي تحتضن عاصمة المملكة القديمة قادش اليوم على مفترق كل درب وطريق وعلى كل ناحية وفي كل حجر صامت، ثمة حكايا مختزنة، لكن التاريخ يريد من يستنطقه في سجل الزمن الغابر !! وتقع قادش على بعد 40كم إلى الغرب من حمص، ونحو9 كم إلى الشمال الغربي من مدينة القصير وتحيط بها عدة مسارات لنهر العاصي الذي يشكل أسطورة بحد ذاته ليس لأنه هبة هذه المنطقة بل لأنه الوحيد في العالم الذي يتجه مجراه من الجنوب إلى الشمال، وهذه الميزة كافية لتشكل مقصداً مضافاً للسياح لو تم توظيفها وتسويقها بشكل يتلاءم مع عظمة المنطقة والنهر بآن معاً.. وتتربع قادش فوق تل اصطناعي لا نستطيع أن نقدر القيمة التاريخية المدفونة فيه مع توالي الاكتشافات التي تحققها مختلف البعثات المهتمة من شتى دول العالم، والتي لم ينقطع عملها يوماً واحداً منذ عشرات السنين... *معركة فاصلة في التاريخ القديم: حول محيط هذا التل وقعت أحداث معركة فاصلة في التاريخ القديم اكتسب اسمها من قادش بين الملك الفرعوني رعمسيس الثاني،وبين الحثيين، والآثار تدل على تعاقب هذه الأمم، ولعل أقدم ما تم اكتشافه من آثار يعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد أي إلى أكثر من ستة آلاف سنة تقريباً وقد أشارت إليه المراسلات المتبادلة أيام المملكة المصرية الحديثة في أيام الفرعون رعمسيس الثاني باسم قادش التي كان لها أهمية بالغة في العصر الآرامي وازدهرت في العصور الرومانية. وقد نقشت لوحة قادش أيضاً في معبد الكرنك على الجدار الخارجي لردهة العمد الكبرى وعلى الحائط الخارجي بين البوابتين التاسعة والعاشرة،وكذلك في معبد الرامسيوم توجد منقوشات لمعركة قادش على البوابة الثانية ما يشير إلى استمرار الأهمية في عصور الفراعنة المتعاقبة ولتكون هذه الأرض هي التي شهدت أول أشكال إبرام معاهدات السلام بين أقوى مملكتين على الأرض في تلك الحقبة التاريخية. *قيم أثرية أخرى: وتحفل القرية ومحيطها والقرى المجاورة على العاصي وقربه بالمزيد من الآثار والأوابد التاريخية التي تعود إلى حقب تاريخية متتالية ما يدل على استمرار الحضارات فوق هذه الأرض وهوما يضفي على المنطقة المزيد من القيم الأثرية التي يمكن توظيفها في عالم السياحة اليوم..