أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مداخلة له أمام القمة العربية الاستثنائية في سرت أن تطوير منظومة العمل العربي المشترك لا يتم في قمة واحدة وأنه علينا إنضاج الأفكار المطروحة بهذا الشأن لأن عملية الإصلاح والتطوير هي عملية مستمرة مشيراً إلى أنه يمكن إقرار الأشياء التي تم الاتفاق عليها وفي المقابل نشبع بالدراسة المواضيع التي لم نتفق عليها ونغنيها بالحوار لكي نتوصل إلى قناعة بها.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه ما لم تكن هناك قناعة بما نطرحه من أفكار فلن تكون هناك إرادة لتحقيقها مضيفا أننا لا نريد مظاهر إصلاح دون مضمون جوهري يترافق مع إرادة فعلية لوضع المقترحات موضع التطبيق بما يخدم مصلحة المواطن العربي.
وفي الموضوع الفلسطيني اعتبر الرئيس الأسد أن الحديث عن إيقاف المستوطنات فقط غير كاف متسائلاً ماذا عن المستوطنات الموجودة على الأرض.. مؤكداً أن القضية الأساسية هي قضية أرض وحقوق كاملة بما فيها حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح الرئيس الأسد أنه عندما نريد التفاوض لابد أن نتمسك بالحقوق وأن يحظى المفاوض بتأييد ودعم شعبه قبل أي جهة أخرى وأن يتحمل مسؤوليته أمام شعبه ومستقبل هذا الشعب. ورفض الرئيس الأسد تحويل لجنة المبادرة العربية للسلام إلى لجنة للتفاوض الفلسطيني.
وأشار الرئيس الأسد إلى خطورة ما تقوم به إسرائيل من أجل يهودية الدولة مشددا على وجوب التمسك بعملية السلام وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية.
بناء علاقة سليمة مع دول الجوار يتطلب إقامة علاقات مؤسساتية تبدأ بالحوار وإصلاح العلاقات العربية
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان حذر الرئيس الأسد من خطورة أي إهمال لقضية السودان ما يؤدي إلى تقسيمه وما يشكله ذلك من أخطار على دول عربية أخرى.
وحول البند المتعلق بسياسة الجوار العربي قال الرئيس الأسد إن سورية مع بناء علاقة سليمة مع دول الجوار العربي مؤكداً أن ذلك يتطلب إقامة علاقات مؤسساتية تمكننا من بناء هذه العلاقات التي تبدأ بالحوار كمقدمة لها وأنه لا يمكن بناء علاقات متميزة مع الجوار دون إصلاح العلاقات العربية العربية أولاً وإرساء الأسس المؤسساتية لتطويرها وإغنائها في جميع المجالات.
تطوير الجامعة العربية فكرة ضرورية ولكنها بحاجة لإرادة وخطوات مرحلية واقعية
وقال الرئيس الأسد رداً على أسئلة الصحفيين بشأن نتائج اجتماع لجنة المبادرة حول المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية: إنه يجب عدم الخلط بين مهام لجنة المتابعة العربية والمسار الفلسطيني فاللجنة معنية تحديداً بتسويق وشرح المبادرة العربية وليست معنية بالإجراءات المتعلقة بالمفاوضات وكيف نفاوض والتفاصيل وهي معنية فقط بالمبادئ وبالحقوق وبالأساس.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن هذا موقف سوري قديم وهو معلن منذ أول مرة طرح فيها موضوع المفاوضات الفلسطينية على لجنة المتابعة حيث رفضت سورية أن يكون هناك ربط بين هذا الموضوع وبين تسويق وشرح المبادرة العربية.
ورداً على سؤال حول وجود فرصة للدخول في مفاوضات مشتركة عربية مع إسرائيل قال الرئيس الأسد: إن الفرصة دائماً موجودة عندما تقبل إسرائيل بإعادة كامل الحقوق وليست مرتبطة بتوقيت محدد.
ووصف الرئيس الأسد في رده على سؤال حول الموقف السوري من تطوير الجامعة العربية بانها فكرة ضرورية ولكنها بحاجة لإرادة وخطوات مرحلية واقعية.
وحول سياسة الجوار العربي أكد الرئيس الأسد أنه باستطاعتنا القيام بخطوات مرحلية جزئية مشيراً إلى أن هناك حواراً عربياً تركيا ونستطيع أن نسير بأشياء مشابهة مع دول أخرى إلى أن تصبح الفكرة شاملة لكل دول الجوار وبإمكان كل دولة عربية تحسين علاقاتها مع الدول المجاورة كما فعلت سورية مع تركيا.
القرارات التي اتخذتها القمة واقعية وتنسجم مع الظروف العربية الراهنة والسؤال لأي درجة لدينا الإرادة لتطبيقها
ووصف الرئيس الأسد في تصريحات للصحفيين عقب الجلسة الختامية للقمة العربية الاستثنائية في سرت مساء أمس القرارات التي اتخذتها القمة بأنها واقعية وتنسجم مع الظروف العربية الراهنة معتبراً أنها تمثل خطوة إلى الأمام والتحدي والسؤال لأي درجة لدينا الإرادة لتطبيقها.
ورداً على سؤال حول ضرورة التفكير بصيغة عمل عربي جديدة تنسجم مع تطلعات الشعب العربي بعد أن تأثرت الصيغة الحالية بالخلافات التي تؤثر على العمل العربي المشترك قال الرئيس الأسد: هناك تراكمات من الأسلوب في العمل العربي العربي تركت آثارها واليوم الوضع أفضل بكثير والحوار الذي جرى في القمة كان موضوعياً إلى حد كبير وتضمن الرأي والرأي المخالف وهذا لم يكن ممكناً منذ عقد أو عقدين واليوم لم نخرج منقسمين بل هناك اختلاف طبيعي فعندما نتفق على أجزاء من الفكرة أفضل من ألا نتفق عليها نهائياً.
وتابع الرئيس الأسد: في الماضي كنا نقبل بكل شيء أو لا نقبل بشيء أما اليوم فهناك حلول وسط وكل خطوة ولو كانت جزئية فهي إلى الأمام واليوم وصلنا إلى درجة بحيث تتحول الأمور التي نتفق عليها إلى قرارات والتي لا نتفق عليها تؤجل أو تلغى أو تعطى للجان لدراستها وهذه الآلية الصحيحة.
وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات السورية العراقية قال الرئيس الأسد: هذه العلاقات تعود إلى وضعها الطبيعي وبحثت ذلك مع الرئيس العراقي جلال طالباني واتخذنا قراراً بعودة السفراء وتحدثنا حول تسريع هذه الخطوات والعودة إلى الوضع الطبيعي ومساعدة العراقيين على الخروج من حالة عدم إمكانية تشكيل حكومة وكيف يمكن لسورية والدول المجاورة والإقليمية بشكل خاص (المهتمة بالشأن العراقي) أن تساعد في تسهيل تشكيل الحكومة.. ليس نيابة عن العراقيين وإنما بدور مساعد للفصائل العراقية المختلفة.