روى العرب طرائف حدثت مع بعضهم في شهر رمضان المبارك وكانوا يروونها في مجالسهم للتسلية والدعابة وقد وردت هذه الطرائف في كثير من الكتب الأدبية العربية القديمة ولرسم الابتسامة على وجوه الصائمين من قرائنا نورد بعضا منها:
حكم على قدّ السؤال !
جاء رجل إلى فقيه فقال: أفطرت يوماً في رمضان فقال له الفقيه: اقض يوماً مكانه قال:
قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا مأمونة فسبقتني يدي إليها فأكلت منها قال الفقيه: اقض يوماً مكانه قال الرجل: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا هريسة فسبقتني يدي إليها فقال الفقيه: أرى ألا تصوم بعد ذلك إلا ويدك مغلولة إلى عنقك ؟
البخلاء والصوم
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب ووضع في نفسه إن أكل الشاعر من طعامه فإنه سيهجوه غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه ومضى عنه وهو يقول: تغير إذ دخلت عليه حتى فطنت فقلت في عرض المقال عليَّ اليوم نذر من صيام فأشرق وجهه مثل الهلال .
رغيف لا عروس
وقف سائل بباب بخيل يطلب إحساناً فقال له البخيل: النساء لسن في المنزل يرزقك الله فرد السائل: إنني أسألك رغيفاً وليس عروساً
رأى هلالين
اجتمع الناس ليلة لرؤية هلال رمضان فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون شيئاً فصاح رجل من بينهم لقد رأيته ! لقد رأيته ! فتعجب الناس من قوة إبصاره وهتفوا: كيف أمكنك أن تراه دوننا فطرب الرجل لهذا الثناء وصاح وهذا هلال آخر بجواره! فضحك الحاضرون منه .
رمضان وأشعب
كان أشعب أشد الناس طمعاً وكان شرهاً مبطناً فدخل على أحد الولاة في أول يوم من رمضان يطلب الإفطار وجاءت المائدة وعليها جدي فأمعن فيه أشعب حتى ضاق الوالي وأراد الانتقام من ذلك الطامع الشره فقال له: اسمع يا أشعب إن أهل السجن سألوني أن أرسل إليهم من يصلي بهم في شهر رمضان فأمضي إليهم وصل بهم أغنم الثواب في هذا الشهر فقال أشعب وقد فطن إلى غرض الوالي منه: أيها الوالي لو أعفيتني من هذا نظير أن أحلف لك بالطلاق والعتاق إني لا آكل لحم الجدي ما عشت أبداً فضحك الوالي .